سورة النصر هي السورة رقم 110 في القرآن وهي من أقصر السور وتتكون من ثلاث آيات فقط. وتأخذ السورة اسمها من كلمة “نصر” الواردة في آيتها الأولى. سورة النصر هي آخر سورة نزلت. لم يتم نزل سورة كاملة أخرى بعد هذه السورة. [1]
أفاد عبيد الله بن عبد الله بن عتبة (رضي الله عنه):
قال لي ابن عباس رضي الله عنه: هل علمت بآخر سورة نزلت في القرآن كله؟ قلت: بلى: لما جاء عون الله ونصره. فقال: صدقت.
تقدم هذه المقالة تفسير لسورة النصر.
أولاً، النص العربي الكامل لسورة النصر:
التفسير
1.عند الله والنصر.
الانتصار في هذه الآية يشير إلى فتح مكة. لا نصر بدون عون الله. [2]
وَمَا جَعَلَهُ ٱللَّهُ إِلَّا بُشْرَىٰ وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِۦ قُلُوبُكُمْ ۚ وَمَا ٱلنَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ ٱللَّهِ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
في سورة العمران قال الله تعالى: [3]
إِن يَنصُرْكُمُ ٱللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ ۖ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا ٱلَّذِى يَنصُرُكُم مِّنۢ بَعْدِهِۦ ۗ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ
قبل فتح مكة، أعطى الله للمسلمين بشرى بهذا النصر العظيم في سورة الفتح، بمناسبة معاهدة الحديبية (اتفاق وقع بين النبي محمد (ص) وقريش مكة رغم أن أغلبه من بنود المعاهدة كانت ضد المسلمين). [4]
إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًۭا مُّبِينًۭا
وقد كفل الله هذا النصر للمسلمين بعد فترة طويلة من البلاء والصبر.
كما تدل هذه الآية على أن الله قد أكمل مهمة رسوله بتوفيقه في إيصال الرسالة. [5]
فعن ابن عباس رضي الله عنه:
سأل عمر (رضي الله عنه) الناس عن قول الله: “إِذَا جَآءَ نَصْرُ ٱللَّهِ وَٱلْفَتْحُ” فقالوا: إنها تدل على فتح المدن والقصور في المستقبل (من قبل المسلمين). قال عمر: وماذا تقول فيها يا ابن عباس؟ أجبته: (هذه السورة) تشير إلى انتهاء حياة محمد. وبه علم بقرب موته “.
2. وأنت ترى الناس يدخلون في دين الله
حقًا، فتح فتح مكة فصلاً جديدًا في تاريخ الإسلام. في وقت سابق، قاوم العديد من القبائل العربية الانضمام إلى النبي محمد (صلى الله عليه وسلم). أرادوا أن يروا من سيخرج منتصرا بينه وبين قريش. لقد استنتجوا أنه إذا انتصرت قريش، فإن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) ليس نبيًا حقًا! لكنهم إذا انتصر عليهم فلا بد أنه رسول الله. [6]
فعن عمرو بن سلامة (رضي الله عنه):
والعرب (غير قريش) أخروا قبولهم للإسلام حتى فتح مكة. كانوا يقولون: دعوه (أي محمد) وقريش : إذا غلبهم فهو نبي صادق. لذلك، عندما تم فتح مكة، سارعت كل قبيلة إلى اعتناق الإسلام.
مع انتصار النبي صلى الله عليه وسلم على مكة، تدفقت القبائل العربية على الإسلام بأعداد كبيرة.
سرعان ما اعتنقت شبه الجزيرة العربية بأكملها الإسلام. وكان انتصاره دليلا على أنه كان حقا رسول الله.
3. احتفل بحمد ربك، واطلب مغفرته: لأنه غالبًا ما يرجع (بالنعمة والرحمة).
والله هو المنتصر فيشكره. ولهذا يوصينا الله في هذه الآية أن نحتفل بحمده وأن نشكره.
نقلاً عن الآية الأولى من سورة الفاتحة: [7]
ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلْعَـٰلَمِينَ
وأفضل طريقة لإعلان كمال الله والاحتفال بحمده هي الصلاة والسجود له كما ورد في سورة الحجر: [8]
فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ ٱلسَّـٰجِدِينَ
علاوة على ذلك، بما أنه لا يوجد إنسان كامل، يحتاج المرء أن يطلب مغفرة الله على أخطائه. على سبيل المثال، صلاة النبي يونس (عليه السلام) كما ورد في سورة الأنبياء: [9]
وَذَا ٱلنُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَـٰضِبًۭا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِى ٱلظُّلُمَـٰتِ أَن لَّآ إِلَـٰهَ إِلَّآ أَنتَ سُبْحَـٰنَكَ إِنِّى كُنتُ مِنَ ٱلظَّـٰلِمِينَ
بالإضافة إلى ذلك يذكرنا الله في هذه الآية بأنه الرحمن الرحيم والغفور كما فعل في سورة نوح: [10]
فَقُلْتُ ٱسْتَغْفِرُوا۟ رَبَّكُمْ إِنَّهُۥ كَانَ غَفَّارًۭا
أخيرًا، لا بد من القول: صلى الله على نبينا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، الذي كان دائمًا يحمد الله ويطلب المغفرة له وللأمة.
ذكرت عائشة (رع): [11]
عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول قبل أن يموت: سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك، قال : فقلت: يا رسول الله، ما هذه الكلمات التي أحدثتها ؟ قال: جعلت لي علامة لأمتي إذا رأيتها قلتها إذا جاء نصر الله والفتح .
مراجع
صحيح مسلم كتاب 43 الحديث 7174
القرآن 08:10 (سورة الأنفال)
القرآن 03: 160 (سورة العمران)
القرآن 48:01 (سورة الفتح)
صحيح البخاري المجلد 6 الكتاب 60 الحديث 493
صحيح البخاري المجلد 5 كتاب 59 الحديث 595
القرآن 01:01 (سورة الفاتحة)
القرآن 15:98 (سورة الحجر).
القرآن 21:87 (سورة الأنبياء).
القرآن 71:10 (سورة نوح)
صحيح مسلم كتاب 4 الحديث 982