سورة الكوثر هي السورة 108 من القرآن. وهي أقصر سورة تتكون من ثلاث آيات فقط.
نزلت سورة الكوثر لتعزية النبي محمد صلى الله عليه وسلم وتشجيعه عندما كان يواجه عددًا كبيرًا من الحوادث المؤلمة والعديد من الاستهزاءات من أعدائه.
تقدم هذه المقالة ترجمة كاملة وتفسير لسورة الكوثر، إلى جانب النص العربي.
تفسير سورة الكوثر
أولاً، النص الكامل لسورة الكوثر:
التفسير
1. حقاََ أعطيناكم الكثير.
مصطلح “كوثر” هو حالة وصفية مشتقة من كلمة “كاثرات” والتي يمكن أن تعني ضمنيًا “الوفرة” ؛ أي وفرة الخير والمنافع الروحية والبركات. هذه الوفرة لا حدود لها ولا حدود لها. في هذه الآية، بشر الله النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) بمثل هذا الخير.
فعن ابن عباس (رضي الله عنه): [1]
(الكوثر) هو ما أعطاه الله من خير غزير، أي النبي محمد (صلى الله عليه وسلم).
كان الغرض من هذه الآية تقوية عزيمة النبي (صلى الله عليه وسلم) وأيضًا تقوية عزيمة المجتمع المسلم من خلال تذكيرهم بوعد ربهم. نقلاً عن سورة الضحى: [2]
وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى
2. صلِّ إلى ربك، واضحي (له وحده).
والله وحده القادر على مثل هذه الغزارة، فيكون الشكر وحده. تذكرنا هذه الآية بضرورة الثبات: صلواتنا لله وحده وتضحياتنا أيضًا له وحده، خلافًا للشرك الذي يعبد فيه الإنسان آلهة عصامية.
في سورة الأنام قال الله تعالى: [3]
قُلْ إِنَّ صَلَاتِى وَنُسُكِى وَمَحْيَاىَ وَمَمَاتِى لِلَّهِ رَبِّ ٱلْعَـٰلَمِينَ
3. إن عدوك بالتأكيد هو الذي سيكون بلا ذرية.
تحمل الآية الأخيرة من هذه السورة القصيرة إشارات إلى التهكم من قبل رؤساء المشركين، الذين كانوا يقولون إن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) هو أبتر، أي ليس له ذرية (من ليس له ذرية ذكر). كانوا يزعمون أنه بسبب وفاة جميع أبنائه، لن تتذكر الأجيال القادمة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم).
من الواضح أن مثل هذه الاستهزاءات والملاحظات لم تُظهر شيئًا سوى جهل الزعماء الوثنيين. أكد الله أن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) لم يُذكر فقط، بل كان نموذجًا يحتذى به لأجيال بعد أجيال.
مراجع
- صحيح البخاري المجلد 8، كتاب 76، الحديث 580
- القرآن 93:05 (سورة الضحى)
- القرآن 6:162 (سورة الأنام)