في الإسلام، يُعتبر أهل التصوف أولئك الذين ينخرطون باستمرار في ذكرى خالقهم ليجدوا السلام الداخلي لمحبة خالقهم، بدلاً من السعي وراء الأشياء الدنيوية فقط. يمكن أن يكون هذا التذكر على شكل أذكار أو تلاوة صلاة وأفعال روحية أخرى وفقًا للقرآن الكريم وسنة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم). ويشير أيضًا إلى تزكية النفس أو تطهير القلب الروحي للذات.
هذه الممارسة تنطبق على أي مسلم مؤمن. من أجل تحقيق أفضل ما في الذات الروحية العليا، فإن الانشغال بالعبادة الموصى بها يطهر القلب الروحي من الرذائل التي تؤثر سلبًا على الارتباط بالخالق. كلما كان الاتصال أفضل بالخالق، كانت الرحلة الروحية لروح المرء أفضل. ونتيجة لذلك، كانت فرص المرء أفضل في دخول الجنة والحماية من دخول الجحيم. سؤالي هو ما مدى أهمية الحصول على التوجيه الصحيح عند توجيه قلبك؟ كيف تؤثر الروحانية عليك كشخص وكيف يؤثر ذلك عليك داخليا؟
كيف نشجع النمو الروحي؟
من ناحية الصحة الجسدية، تعتبر التغذية السيئة وقلة النوم وقلة ممارسة الرياضة من العوامل التي يمكن أن تسهم في نمط حياة غير صحي، وربما تعوق نوعية حياة المرء. وبالمثل، فإن مفهوم الالتزام بأوامر الكتاب والسنة يمكن أن يساعد في النمو الروحي للفرد، في حين أن الضار يتسبب في ضرر روحي. بناءً على الاختيارات التي نتخذها، والتي يمكن أن تكون نفسية أو باتباع رغباتنا الجسدية التي تقع خارج حدود الشريعة، فإنها تخلق معارك داخلية بين الذات الروحية العليا والذات الدنيا أو النفس. إذن، كيف يؤثر ذلك على قلبي والقرارات التي أتخذها؟
الطريقة التي أراها هي للناس خياران يتعلقان بحياتهم اليومية. أحد الخيارات هو أن تفعل ما هو أكثر إرضاء لخالقهم، والآخر هو أن تفعل ما يرضي نفسه بغض النظر عن الضرر الروحي المحتمل أو سبب استياء الله (سبحانه وتعالى). هذه معركة داخلية مستمرة للقلب للعيش بطريقة يختار فيها المرء إما أن يتبع أوامر الله (سبحانه وتعالى) أو أن يفعل ما يرضي نفسه على حساب الآخر. فكيف نحمي قلوبنا من اتخاذ قرارات خاطئة؟ هل هو حقا مثل هذا الحل البسيط؟
الحقيقة أنه ليس حلاً بسيطاً. إنها معركة مستمرة على الذات الداخلية لاتباع طريق أكثر إرضاءً لله (سبحانه وتعالى). من خلال التشكيك في صدق نوايانا، من المهم أن نفهم كيف يمكن لقلب المرء أن يؤثر على القرارات التي نتخذها في حياتنا اليومية. وهذا يشمل ما إذا كنا نتبع تعاليم الإسلام أم لا بأفضل ما في وسعنا بالمعرفة والإرشاد المناسبين. لذا، كيف أساعد قلبي في إرشادي لاتخاذ قرارات أفضل؟
جاء الإسلام بهدف تزويدنا بأدوات قيمة حول كيفية معالجتنا لقضايانا اليومية واتخاذ القرارات من أجل تحسين أرواحنا. سبب أهمية ذلك هو أن الحياة الدنيوية خُلقت للتحديات والاختبارات. وباعتبارنا من أتباع الإسلام، فإن حياتنا الدنيوية وجمالها ما هي إلا مؤقتة، والآخرة أبدية وما يهم حقًا. يعتبر الانخراط في الأعمال التي تفيد حياتنا الأبدية أكثر فائدة لنا. عند معالجة هذه المخاوف، من المهم ملاحظة أن كل شخص يعاني من عيوب، وسيتم اختبار كل شخص. المفتاح هو التوبة بعد ذلك وتغيير ما يضر بنمونا الروحي.
كما جاء في القرآن الكريم : “وَالَّذِيۡنَ عَمِلُوا السَّيِّاٰتِ ثُمَّ تَابُوۡا مِنۡۢ بَعۡدِهَا وَاٰمَنُوۡۤا اِنَّ رَبَّكَ مِنۡۢ بَعۡدِهَا لَغَفُوۡرٌ رَّحِيۡمٌ“. وهذا دليل على حقيقة أن كل إنسان خُلق بقلب يمكن تضليله باتباع رغباته والقيام بأشياء لا ترضي خالقه. المفتاح لتوجيه قلبك لمنع نفسك من الوقوع في الخطيئة هو تطهيرها.
يعطينا الإسلام مبادئ توجيهية حول أفضل طريقة للتعامل مع التحديات التي نواجهها. مساعدة القلب على اتخاذ قرارات أفضل هي من خلال تطهير القلب من الرذائل. ويمكن تحقيق ذلك من خلال الأذكار وتلاوة القرآن وتطبيق أحكام ما يرضي الله عمليا. وهذا يسهل عملية القدرة على الفك بين ما يرضي الله سبحانه وتعالى وما لا يرضيه. وهذا يساعد القلب في اتخاذ القرارات التي تتماشى مع أوامر الله (سبحانه وتعالى) ويمنعنا من الإثم. هذا ممكن فقط من خلال التعلم المستمر والتطبيق العملي للمعرفة بنية صادقة لإرضاء الله (سبحانه وتعالى)، حتى لو كان ذلك في بعض الأحيان على حساب رغباتنا.
من المهم أن نلاحظ أننا بحاجة إلى التماس التوجيه المناسب من العلماء ذوي السمعة الطيبة حتى نسترشد بشكل صحيح في الأمور التي تكون معرفتنا بها محدودة. تحديد ما يعتبر عيبًا وحصر رغباتنا في إرضاء خالقنا هو الهدف النهائي للذات الروحية العليا. هل هذا يضمن أننا لن نرتكب أي أخطاء؟ لا، لا يفعل ذلك، لكنه يوفر إرشادات حول كيفية تجنب مثل هذه المزالق. كل شخص لديه وضع أو محاكمة مختلفة وسيتم الحكم علينا على أساسها. إن جهودنا ستأتي بثواب ورضاء الله تعالى.
كما جاء في القرآن الكريم في الآية 11 لسورة الرعد: “لَهُۥ مُعَقِّبَـٰتٌۭ مِّنۢ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِۦ يَحْفَظُونَهُۥ مِنْ أَمْرِ ٱللَّهِ ۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا۟ مَا بِأَنفُسِهِمْ ۗ وَإِذَآ أَرَادَ ٱللَّهُبِقَوْمٍۢ سُوٓءًۭا فَلَا مَرَدَّ لَهُۥ ۚ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِۦ مِن وَالٍ“. هذا يشير إلى أنه من الضروري السعي باستمرار لتحسين الذات. هذا يعني أنه يجب أن تكون هناك حاجة واعية ووعي أو تقوى لإرضاء الله (سبحانه وتعالى) فوق أنفسنا. المهم التوبة الخالصة مما لا يرضي خالقنا. يجب أن نطلب المغفرة ونسعى باستمرار إلى الخير الداخلي. فنتيجة ذلك سوف تساعد قلوبنا في التوجيه الصحيح في اتخاذ القرارات التي ترضي الله سبحانه وتعالى ووقاية من الخطيئة. في الواقع، يصبح وسيلة سلام في قلوبنا.
استنتاج
وفق الله قلوبنا لما يرضيه، ويخفف من صراعاتنا الداخلية، لينجحنا في الدنيا والآخرة. إن شاء الله آمين.