الموت حقيقة لا يستطيع أحد منا الهروب منها. إنها تقترب أكثر فأكثر مع كل دقيقة تمر.
لذلك فكرت: إذا كنت سأموت اليوم، فهل فعلت بالفعل كل ما هو مطلوب لضمان فضل الله ورحمته؟ لسوء حظي، الإجابة هي “لا”.
وسألت مرة أخرى: ما هو خير أرسلته لمنفعة روحي؟ ومرة أخرى، كانت الإجابة بالنفي.
وسط كل هذا، يتحرك الوقت بشكل أسرع من ذي قبل، مع مرور الأيام والأسابيع والشهور والسنوات. السؤال الآن: هل نحن مستعدون للموت؟
يقول الله تعالى: [1]
كُلُّ نَفْسٍۢ ذَآئِقَةُ ٱلْمَوْتِ ۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ ۖ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ ٱلنَّارِ وَأُدْخِلَ ٱلْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا ٱلْحَيَوٰةُ ٱلدُّنْيَآ إِلَّا مَتَـٰعُ ٱلْغُرُورِ
ومع ذلك، ننسى أننا لن نبقى إلى الأبد في هذه الحياة الدنيوية. يصرفنا انتباهنا عن هدفنا الحقيقي. ننسى أننا هنا لنعبد الله.
نحن لا نعرف ساعة موتنا، وعلينا الاستفادة القصوى من أي وقت لدينا للبحث عن رحمة الله اللانهائية. بعد كل شيء، بمجرد أن ننتقل من هذه الحياة إلى الأخرى، لن يكون هناك عودة.
وهبنا الله سبلاً عديدة لنعين أنفسنا من عذاب القبر، وأحد هذه الطرق أن نكون صالحين. سأل رجل ذات مرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “يا رسول الله! لماذا يختبر كل المؤمنين في القبور إلا شهيد بريء؟ ” أجاب النبي صلى الله عليه وسلم: كفى له وميض السيوف من فوق رأسه. [2]
في الواقع، حتى المهام البسيطة مثل تلاوة سورة الملك يمكن أن تساعدنا في التغلب على محن القبر الصعبة.
روى أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال ذات مرة: [3]
سُورَةٌ مِنَ الْقُرْآنِ ثَلاَثُونَ آيَةً تَشْفَعُ لِصَاحِبِهَا حَتَّى يُغْفَرَ لَهُ { تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ }
وأضاف: [4]
إِذَا مَاتَ اَلْإِنْسَانُ اِنْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ : صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالَحٍ يَدْعُو لَهُ
وحياة الدنيا مؤقتة والآخرة دائمة. لذلك يجب أن تكون جهودنا في هذا العالم بحيث نتمكن من كسب رحمة الله في الآخرة.
مراجع
- القرآن 03: 185 (سورة العمران)
- سنن النسائي المجلد 03 الكتاب 21 الحديث 2055
- كتاب أبي داود 06 الحديث 1395
- صحيح مسلم كتاب 13 الحديث 4005
