الوحدة هي أحد المبادئ الأساسية للإسلام، ولكن للأسف، يجب أن نتحدث هذه الأيام عن الحاجة إلى الوحدة في العالم الإسلامي، لأن الوحدة غائبة تمامًا. في الواقع، نحن كمسلمين نميل إلى التفاهم الجيد والترابط مع أي شخص آخر تقريبًا، باستثناء إخواننا وأخواتنا المسلمين.
طبعا السبب الرئيسي للشقاق في الأمة الإسلامية اليوم هو الجهل. بسبب جهلنا، نبتعد عن الطريق الصحيح للقرآن والحديث والسنة، ونقع فريسة لمفاهيم سخيفة عن القومية الزائفة ومفاهيم أخرى من صنع الإنسان.
وكيف يؤثر هذا النقص في الوحدة في العالم الإسلامي علينا؟ حسنًا، يستغل أعداؤنا ببساطة انقسامنا، ويهاجمون ويقتلون إخواننا وأخواتنا، بينما نجلس ونراقب. إخواننا المسلمين يتعرضون لسوء المعاملة والظلم، ونحن فقط نتأكد من أن “بلدنا” آمن. من المحزن أن نرى أن الجميع يفكر في هذه الأيام من منظور “البلدان” وليس من منظور الأمة. سوريا، العراق، فلسطين، في كل مكان – نحن مرتبطون بالحدود أكثر من الأخوة.
إنه لأمر محزن حقًا أن نرى المزيد والمزيد من الدول الإسلامية تعاني من الفظائع الأجنبية، وأن غالبية المسلمين لا يهتمون بذلك. متى نستيقظ وندعم بعضنا البعض، أو على الأقل ندعم ونوجه أولئك الذين يرغبون في المحاولة؟
سأنهي أفكاري هنا، وأترك للقراء آيات من القرآن والحديث لتذكير أنفسنا بأهمية الوحدة في العالم الإسلامي.
آيات قرآنية
القرآن 03: 103 (سورة العمران)
وَٱعْتَصِمُوا۟ بِحَبْلِ ٱللَّهِ جَمِيعًۭا وَلَا تَفَرَّقُوا۟ ۚ وَٱذْكُرُوا۟ نِعْمَتَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَآءًۭ فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِۦٓ إِخْوَٰنًۭا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍۢ مِّنَ ٱلنَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمْ ءَايَـٰتِهِۦ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ
القرآن 08:46 (سورة الأنفال)
وَأَطِيعُوا۟ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَا تَنَـٰزَعُوا۟ فَتَفْشَلُوا۟ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَٱصْبِرُوٓا۟ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّـٰبِرِينَ
القرآن 06: 159 (الأنعام).
إِنَّ ٱلَّذِينَ فَرَّقُوا۟ دِينَهُمْ وَكَانُوا۟ شِيَعًۭا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِى شَىْءٍ ۚ إِنَّمَآ أَمْرُهُمْ إِلَى ٱللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا۟ يَفْعَلُونَ
أحاديث
صحيح البخاري، المجلد الأول، الكتاب الثامن، العدد 386
فعن أنس بن مالك (رضي الله عنه):
مَنْ صَلَّى صَلاَتَنَا، وَاسْتَقْبَلَ قِبْلَتَنَا، وَأَكَلَ ذَبِيحَتَنَا، فَذَلِكَ الْمُسْلِمُ الَّذِي لَهُ ذِمَّةُ اللَّهِ وَذِمَّةُ رَسُولِهِ، فَلاَ تُخْفِرُوا اللَّهَ فِي ذِمَّتِهِ
صحيح مسلم كتاب 32 رقم 6258
روى نعمان بن بشير رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى
صحيح البخاري، المجلد 8، كتاب 73، العدد 92
رواه أبو هريرة (رضي الله عنه):
إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ، وَلاَ تَحَسَّسُوا، وَلاَ تَجَسَّسُوا، وَلاَ تَحَاسَدُوا، وَلاَ تَدَابَرُوا، وَلاَ تَبَاغَضُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا
صحيح البخاري، المجلد 8، كتاب 73، العدد 160
رواه أبو هريرة (رضي الله عنه):
مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلاَ يُؤْذِ جَارَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ
لذلك، من الواضح أن الوحدة في العالم الإسلامي ضرورية، ولا يمكن لمسلم واحد أن يكون سعيدًا ما لم يكن إخوانه المسلمون سعداء.