رواه أنس (رضي الله عنه): [1].
حَسْبُكَ مِنْ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ مَرْيَمُ ابْنَةُ عِمْرَانَ وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ
كانت آسيا بنت مزاحم (رضي الله عنها) زوجة الفرعون المصري. وصفها الله تعالى في القرآن بقوله: [2]
وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلًۭا لِّلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ٱمْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ٱبْنِ لِى عِندَكَ بَيْتًۭا فِى ٱلْجَنَّةِ وَنَجِّنِى مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِۦ وَنَجِّنِى مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّـٰلِمِينَ
كانت سيدة تقية، وكان إيمانها الصادق شريفاً وعالياً لدرجة أن الله نفسه قدوة بها بين المؤمنين. والله لم يؤثر كفر فرعون على زوجته عندما قررت طاعة ربها!
كان الله قد اختارها لتلجأ إلى النبي موسى عليه السلام وهو رضيع. أمر الفرعون، بعد أن أخبره العراف أن رجلًا من بني إسرائيل أن يتفوق عليه، بإعدام جميع الأطفال الذكور: [3]
وَإِذْ نَجَّيْنَـٰكُم مِّنْ ءَالِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوٓءَ ٱلْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَآءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَآءَكُمْ ۚ وَفِى ذَٰلِكُم بَلَآءٌۭ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌۭ
فلما ولد النبي موسى خافت أمه على حياته. ولكن الله أكد لها أنه في أمان، وأمرها أن تضعه في سلة وتضعه في النيل. [4]
وَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰٓ أُمِّ مُوسَىٰٓ أَنْ أَرْضِعِيهِ ۖ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِى ٱلْيَمِّ وَلَا تَخَافِى وَلَا تَحْزَنِىٓ ۖ إِنَّا رَآدُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ
وعندما فعلت أم النبي موسى (عليه السلام) الشيء نفسه، اختارته أسرة فرعون لقتله، لكن آسيا (رضي الله عنها) هو الذي أقنع فرعون ألا يقتله، وتبناه كابن. [5]
فَٱلْتَقَطَهُۥٓ ءَالُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّۭا وَحَزَنًا ۗ إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَـٰمَـٰنَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا۟ خَـٰطِـِٔينَ 8 وَقَالَتِ ٱمْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍۢ لِّى وَلَكَ ۖ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَىٰٓ أَن يَنفَعَنَآ أَوْ نَتَّخِذَهُۥ وَلَدًۭا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ 9
فنمو النبي موسى (ع) تحت رعايتها في بيت فرعون. بعد سنوات، أُعطيت النبوة. بأمر الله دعا فرعون والشعب إلى التوحيد. اعترف آسيا (رضي الله عنها) بالمسار الذي يؤدي إلى الله الواحد وحده. ولكن بسبب اضطهاد فرعون، كان عدد قليل جدًا من الناس يؤمنون بما قاله النبي موسى عليه السلام.
عندما اكتشف زوجها أنها تعبد الرب الحقيقي، حاول أن يبعد آسيا (رضي الله عنها) عن إيمانها بالله ؛ لكن آسيا (رضي الله عنها) رفضت رفض إيمانها بالله. ثم، بأمر من فرعون، تم تعذيبها حتى الموت. اختارت الموت والتعذيب على الحياة المترفة التي عاشتها ذات يوم. لقد ضحت بكل شيء لمجرد أن تكون أقرب إلى الله وفضلت الآخرة. [6]
وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلًۭا لِّلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ٱمْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ٱبْنِ لِى عِندَكَ بَيْتًۭا فِى ٱلْجَنَّةِ وَنَجِّنِى مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِۦ وَنَجِّنِى مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّـٰلِمِينَ
وبسبب تقوىها وإيمانها القوي جعلها النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) من أكمل النساء: [7]
كَمَلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ إِلاَّ مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ وَإِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ
مراجع
- صحيح الترمذي، المجلد الأول، الكتاب 46، الحديث 3878
- القرآن 66:11 (سورة التحريم)
- القرآن 02:49 (سورة البقرة)
- القرآن 28:07 (سورة القصص)
- القرآن 28: 08-09 (سورة القصص)
- القرآن 66:11 (سورة التحريم)
- صحيح البخاري، المجلد الخامس، كتاب 57، العدد 113