يولي الإسلام أهمية كبيرة للمعرفة والتعلم. في الواقع، من واجب كل مسلم طلب العلم متى وأينما كان ذلك ممكنًا.
بعبارة أخرى، يعلمنا الإسلام أن طلب العلم واجب ديني على كل فرد.
أهمية طلب العلم في الإسلام
قال أنس بن مالك (رضي الله عنه): [1]
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: طلب العلم فريضة على كل مسلم.
وهذا تذكير لنا جميعاً – رجالاً ونساءً وأطفالاً – بأن الله قد فرض علينا طلب العلم. ثم إن طلب العلم من أفضل العبادات وطاعة الله. قال أبو الدرداء (رضي الله عنه): [2]
منْ سَلَكَ طَريقًا يَبْتَغِي فِيهِ علْمًا سهَّل اللَّه لَه طَريقًا إِلَى الجنةِ، وَإنَّ الملائِكَةَ لَتَضَعُ أجْنِحَتَهَا لِطالب الْعِلْمِ رِضًا بِما يَصْنَعُ، وَإنَّ الْعالِم لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ منْ في السَّمَواتِ ومنْ فِي الأرْضِ حتَّى الحِيتانُ في الماءِ، وفَضْلُ الْعَالِم عَلَى الْعابِدِ كَفَضْلِ الْقَمر عَلى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ، وإنَّ الْعُلَماءَ وَرَثَةُ الأنْبِياءِ وإنَّ الأنْبِياءَ لَمْ يُورِّثُوا دِينَارًا وَلا دِرْهَمًا وإنَّما ورَّثُوا الْعِلْمَ، فَمنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحظٍّ وَافِرٍ
إذن، أين نبدأ؟
الإخلاص والصبر
أولاً، والأهم من ذلك كله، يجب أن نتأكد من أن نوايانا صادقة وصادقة، وقبل كل شيء في سبيل الله وحده. يجب ألا ننغمس في التباهي غير المجدي أو المحادثات المفاخرة عن معرفتنا. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [3]
مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ لِيُجَارِيَ بِهِ الْعُلَمَاءَ أَوْ لِيُمَارِيَ بِهِ السُّفَهَاءَ أَوْ يَصْرِفَ بِهِ وُجُوهَ النَّاسِ إِلَيْهِ أَدْخَلَهُ اللَّهُ النَّارَ
علاوة على ذلك، يجب أن نتحلى باللطف والصبر مع أنفسنا، حيث لا يمكننا أن نتوقع تعلم كل شيء بين عشية وضحاها، ولا يمكننا إتقان جميع المواد في حياتنا. يتحمل الكثير منا مسؤوليات وواجبات يومية أيضًا، لذلك يجب أن نحاول أن نكون واقعيين في أهدافنا وألا نثقل كاهل أنفسنا. قد يكون من المفيد تخصيص وقت محدد في اليوم لأغراض التعلم، وربما حتى تشجيع أفراد الأسرة (إن وجد) على التعلم معنا.
يجب أن نذكر أنفسنا بالحديث التالي كما رواه هز عائشة (رضي الله عنه): [4]
سَدِّدُوا وَقَارِبُوا، وَاعْلَمُوا أَنْ لَنْ يُدْخِلَ أَحَدَكُمْ عَمَلُهُ الْجَنَّةَ، وَأَنَّ أَحَبَّ الأَعْمَالِ أَدْوَمُهَا إِلَى اللَّهِ، وَإِنْ قَلَّ
دور القرآن
وإذا كنا جادين حقًا في جعل أنفسنا أشخاصًا أفضل، فما هي أفضل طريقة للقيام بذلك من الاسترشاد من القرآن؟ يجب أن نقرأ القرآن بانتظام، ونتأمل في معناه بتفسير دقيق. قال الشيخ ابن العثيمين: [5]
احرص على حفظ كتاب الله وتخصيص بعض الوقت كل يوم للحفظ والقراءة، بحيث تكون قراءتك بتدبر واستيعاب. وإذا صادفت نقطة مفيدة أثناء القراءة، فقم بتدوينها.
المعرفة العملية
يجب أن نضع في اعتبارنا أيضًا أن المعرفة ليست سوى نصف المعادلة – النصف الآخر هو العمل والنية. في حالة عدم وجود عمل سليم ونية، فإن أي معرفة نكتسبها سوف تصدأ وتتحلل. نقلاً عن فضيلة الشيخ صالح الفوزان: [6]
المعرفة مرتبطة بالعمل والعمل هو ثمرة المعرفة. فالمعرفة بدون فعل هي مثل شجرة بلا ثمر. لا فائدة فيه. وأرسلت المعرفة لإحداث العمل.
على هذا النحو، دعونا نبذل قصارى جهدنا للاستفادة من النعم التي لدينا، والسعي إلى رحمة الله من خلال التعلم والسعي لاكتساب المعرفة، والعمل في نهاية المطاف على المعرفة التي نكتسبها.
وفقنا الله جميعاً في شؤوننا يا أمين!
مراجع
- سنن ابن ماجه – 224
- سنن الترمذي 2682
- سنن النسائي 2654
- صحيح البخاري – كتاب 81، الحديث 6541
- فضيلة الشيخ ابن العثيمين – كتاب العلم (ص 119، سؤال 17).
- شرح الأصول الثلاثة